لم أتردد لحظة واحدة في عنونة هذا
المقال بهذه الصيغة فالحظر على مقالي و وطني لن يكون سوى للخونة الـ 18
الذين كشفت عنهم السلطات السعودية قبل نحو أسبوع من الآن والحظر على من
يشابه تفكيرهم المحسوب على وطن يعد قبلة المسلمين
في مشارق الأرض ومغاربها .
نحن في وطننا
الحبيب ننعم بالأمن وننعم بقيادة سياسية حكيمة شهد لها التاريخ قبل أن يشهد
لها الأعداء والأصدقاء ، ونعلم جميعاً أننا في وطن يعج بالكثير من
المفارقات المذهبية والفكرية والسياسية والتوجهات المختلفة للبعض وإن لم
يصرحوا بها فنحن نعيّ تماماً ماذا يعني التطرف في كلا الإتجاهات ومايمكن أن
يكون عادياً في نظر بعضهم فهو غير عادي أبداً في وجهة نظر الكثير والكثير
من أبناء هذا الشعب البسيط المتمسك بأولوياته الدينية وعقيدته الإسلامية .
يستطيع أي فرد منا أن يسلك أي إتجاه يختاره وفي أي فكر يبحر فيه ولكنه حين يتطرف ويبدأ بالخروج عن قائمة الوسط
فإنه يخرج وحيداً ومع ثلة بسيطة عن أولويات الوفاء لهذه الأرض الطيبة ويخرج عن قائمة الوطنية إلى قائمة جديدة قد
تدفع به إلى خيانة الوطن دون أن يشعر .
وأعتقد
أننا في وطن لايسعى لمحاربة الحوار والفكر البناء بل يسعى كقيادة وكأفراد
وشعب طيب نواياه بيضاء في عالم مختلف يعج بالمفارقات إلى الإعتدال في
المنهج والفكر وننبذ التطرف في وضعه المباشر أو بوضعه الغير مباشر والمستتر
بثياب وطنية سرعان ماتنكشف ويصبح من يلبسها خارج الإنتماء بما أوقدته يداه
وبما فعله هو وليس بما فعله غيره .
وهنا أقول وبالفم المليان لكل أبناء وطني ، أمننا
الفكري هو بداية أمننا الشخصي وليحذر كل منّا من الإتجاه نحو التطرف في كل
فكر فمن يتطرف فهو يسخر نفسه لخدمة أعداء هذا الوطن دون أن يشعر حتى يمضي
الوقت ويصبح خادماً لإعدائنا
وهو يعلم ذلك ومقتنع به .
نحن في مجتمعنا
نؤمن بمبدأ الحوار ومبدأ النقاش ومبدأ الحقيقة لأجل الحقيقة ولا نريد سواها
ومن يعبث بالتاريخ أو الدين ليخدم ذاته ويخدم غيره فهو خائن لوطنه ويستحق
أن يكون ضمن قائمة الثماني عشرة التي ثبت للسلطات السعودية تورطهم بخدمة
دولة إيران سياسياً وإستخباراتياً من خلال المعلومات المتفق على نقلها
والأهداف المراد زرعها في وطني الحبيب ،ولكنهم للأسف وبقدرة الله عز وجل
ومن ثم رجال هذا الوطن وقعوا في شر أعمالهم وسيجدون الجزاء في الدنيا وفي
الآخرة .
وفي الختام أكرر تحذيري لنفسي ولأبناء بلدي الأوفياء أن ينزلقوا في أي إتجاه متطرف سواء في المذهب أو الفكر ويجب
على الإنسان الحصيف أن يراجع نفسه بين فترة وأخرى ويقف مع ذاته ومبادؤه وقيمه وقفة محاسبة ليعرف أين هو منها
وأين تسير به الخطى .. حتى يمكن أن يعود أدراجه نحو مفهوم الإنتماء الحقيقي لهذه الأرض التي نفديها بأرواحنا وأبنائنا .
الوطن إنته وانا وأحلامنا ..
لايوم يكبر بك مداك وتصغر الأرض العظيمة ..
في رحاب أفكارنا ..
لجل الأنا ..
خلك وفي لاحلامنا..
أنت وأنا ..!