الاثنين، 6 يناير 2014

وطن هنا .. وطن هناااك ..!








لا أعلم من أين أبدأ وأين سأنتهي ..!

هل أبدأ من شرايين تعشق هذا الوطن أم من الألم الذي يعتصرني على كل خطوة تعيدنا للوراء أكثر ، كل مافي جعبتي حب عظيم
بدأ من تراب هذا الوطن ومن مدارسه البسيطة ماديا الكبيرة علماً ونفعاً  ومن طرقاته الترابية وبيوتنا القديمة وسقوفها الخشبية ، حب
تتلمذ تاريخياً على حكمة المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله وعلى عطاء الملك سعود رحمه الله وعلى جنرال الحب
والحرب فيصل رحمه الله وعلى كرم الملك خالد رحمه الله وعلى حنكة ودهاء الملك فهد رحمه الله واستوى هذا الحب ونضج فعلا 
وقولا على إنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أطال الله في عمره .

كل هذا الحب تسطر في عروقي وأصبح المؤونة لروح مواطن بسيط يأمل ويتأمل أن يرى وطنه أجمل الأوطان حضارةً وفكراً وعملاً
يتأمل أن نكون في المقدمة حقيقةً لازيفاً وتطبيلا مللنا منه ومن مروجي الدعايات لوطن يملك القدرة المادية والفكرية لأن يتصدر دول
العالم في كل شيء ولكننا عندما نرى الواقع نصاب بأزمة حزن مستديمة لما وصلنا له في كل المجالات .

حضارة الإنسان لاتقاس بما يكتب عنه في صحف بلاده ولا تقاس بما يعلن عنه في قنواته التلفزيونية الرسمية بل تقاس حضارته بحجم
وكيفيته التي يصنعها المواطن والوطن كلبنة واحدة تجعل الأعداء قبل الأصدقاء يتحدثون عنه ، ويصنفونه الأرقى والأجمل والأقوى ،

وما أراه في واقعنا يختلف عما أحلم به ومايجب أن يكون ، فهناك الكثير من الأخطاء والكثير من اللاوطنيين والكثير من المخلصين ،
كل هؤلاء يعزفون نغماً نشازاً لايليق بالمملكة العربية السعودية فنحن نملك كتاب الله وسنة رسوله ونملك المال ونملك الفكر ولاينقصنا
سوى الإخلاص في العمل والإحساس بالمسؤولية التي غابت عن بعضنا في مواقف كثيرة وقرارات كثيرة .

أنا لست متشائما وأستطيع أن أكون من ضمن جوقة المطبلين بكل هدوء وفرح في مناسبة جميلة كمناسبة اليوم الوطني ولكنني لن أنصف
نفسي من الله ولا من ضميري وسأكون حيادياً محباً غيوراً كحال الكثير من أبناء وطني الأوفياء ، نحن لسنا متشائمين ولسنا أكثر عاشقين
أرهقهم هذا العشق في مجالات عدة فمن مشاكل السكن إلى مشاكل الصحة إلى كل المجالات الأخرى ، وكل ذلك ينبع من المنبع الرئيس
لكل أفراد هذا الوطن وهو التعليم ، الذي يحتاج لإعادة هيكلة وصياغة بداية من الأهداف وحتى المخرجات حتى يمكن أن تكون كل
المشاكل الأخرى في طريقها للحلّ ، فالإستثمار في التعليم هو الطريق الأمثل والأغنى والأجمل مهما كانت الثروات الأخرى فهي ستزول 
وتبقى القيمة الحقيقية للإنسان وما يملكه من فكر وقيم تساعده على العيش بسلام مع الآخرين .

آمالنا كبيرة ووطنا أجمل وأكبر من طبل وأعظم من نقد وأوفى من خيانة ، وطننا هو طفلنا الذي يجب أن ينمو بهدوء وعقل وإتزان بعيداً
ولا مانع من القسوة قليلا معه حتى يمكن أن يكون شاباً يافعاً يستطيع أن ينافس الأمم الأخرى بجدارة واستحقاق ، وطننا هو الحد الفاصل
بين أن نكون أو لانكون وهو القيمة التي لاترتبط باسماء ولا اشخاص ولا مسؤولين فالكل سيرحل إلى قبره وسيبقى الوطن شامخاً ، ولكن
سيبقى التأريخ مستمراً منصفاً للكل .

وطني هو الشرف الذي وقع عليه القلب ، وهو الصوت الذي يخالج مسمعي في كل حين ، وهو الحق الذي لايخبو مهما كان الواقع ،
وطني هو أنا وأنت وكل من يعيش على ترابه ، هو القيمة الحقيقية للإنسان ، هو الإنسانية بكل تعاريفها العديدة ، هو الحضن بعد
الله لعواصف الغربة التي تحيط بقلوبنا بعد كل خيبة دنيوية ، هو صوتي وصوتك وصمت الظلم ونور المبدأ والحقيقة .

وطني سأحبك كما كنت وسأحب قادتك وولاة أمرك كما عهدتني ، ولكنني سأظل أردد أناشيد الأمل والحلم بأن تكون أجمل وأرقى وأقوى
وأن تكون سراجي دائما حين تظلم مساءاتي ، وستظل عيني التي أبصر بها ، وقلبي الذي يوجه خطواتي أينما ذهبت ، ستظل ياوطني
عطري المفضل ، وستظل الوطن هنا في الواقع وستعيش معي هناك في الحلم ، أنت فصل الربيع الممتد من أيقونة الوجع إلى أيقونة الحلم ،
 ولن تعيش بالقلب وأنت القلب ياوطني ..!


همسة :

أنت الوطن 
وأنا الوطن 
وكل من يهذي بحب الأرض
عنوان الحقيقة والإباء ..!
لاسنابل من رثاء
ولا الحقيقة من هراء ..
سنزول يوماً ..
ونغيب يوما ..
ويعيش وطني
حالمٌ عالأرض يبقى
وهو يحيا في السماء ...!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق