الاثنين، 6 يناير 2014

الأثيوبيون .. بين المواطن والمسؤول



منذ أكثر من سبع سنوات تقريبا ونحن نسمع عن متسللين أثيوبيين وأرتيريين يتوافدون على القرى الجنوبية للعمل بصفة 
غير شرعية ، وبدأت أعدادهم في التزايد حتى أصبحت المدن الكبرى في المملكة تعج بهم من جنوب المملكة إلى شمالها
ومن شرقها إلى غربها ، حيث بدأوا في التوافد للعمل نتيجة للوضع الإقتصادي المتهالك لدولة أثيوبيا التي تعتبر أقل دول
 العالم نموا اقتصاديا طبقا للتقرير الاقتصادي الاخير الصادر عن الامم المتحدة في النصف الاول من عام 2001 وذلك 
بسبب الحروب الاهلية والجفاف والامية ونقص وسائل التقدم الإقتصادي والعلمي .
ووجدوا لهم في الجزيرة العربية مرورا باليمن الحضن الدافيء للعمل حتى غصت بهم القرى والمدن حيث يعمل عند الكثير 
من السعوديين بأجر معقول كراعي أو حارس أو مزارع أو حتى سائق في بعض القرى حيث أن الفائدة تتحقق للمواطن 
وللعامل فالمواطن يبحث عن عامل بصفة غير شرعية للهروب من إشتراطات وزارة العمل السعودية في إستقدام العمال 
الأجانب وكذلك التكلفة المترتبة على ذلك وما قرار وزير العمل الأخير الخاص بتكلفة رخص العمالة إلى 2400 ريال سنوياً 
إلا الطريق الأمثل للمواطنين المغلوب على أمرهم إلى اللجوء للمخالفة والعمالة غير النظامية وكأن الوزارة تقودهم للمخالفة 
والتي يجد فيها العامل أيضا مصدر دخل جيد بالنسبة له كمخالف لنظام الإقامة السعودية . 
ومع إكتظاظ الوطن بهم ووجودهم بلا عمل حيث أن الجميع مكتفي تماما من هذه العمالة بدأ بعض العاطلين منهم في البحث
عن مصدر دخل ولم يجدوا أمامهم إلا تشكيل عصابات بدأت منذ فترة حتى وصلت لمفهوم التنظيم في الفترة الأخيرة حيث 
يجدون في السطو المسلح الفائدة الكبيرة من مال وجنس وكل مايريدونه بأسهل الطرق ، ولا يردعهم شيء فعقيدتهم الأرثوذكسية
المسيحية والجهل الذي يعيشون فيه سبب لأفعالهم المشينة .
وهنا نقف وقفة صادقة مع أنفسنا ونقول أن بعض المسؤولين والكثير من المواطنين المتجاوزين لقوانين الدولة هم السبب ، فبعض
الموظفين والعسكريين المستهترين في الجوازات والمرور وسلاح الحدود مع المهربين لهؤلاء المخالفين سبب لتوافدهم بكثرة وتواجدهم 
المتزايد منذ فترةطويلة ، وكذلك فالمواطنين بعد احتضانهم وتسهيل وجودهم بدأوا في الإنزعاج منهم وهم سبب آخر لهذه الفوضى 
 الأمنية في المنطقة الجنوبية على وجه الخصوص .
وأما الحديث عن أنهم عصابات مشكلة من جهة خارجية فهذا تبرير مضحك للفساد المستشري بيننا كمجتمع من موظفيه إلى مواطنيه
ولا أعتقد أن هناك سياسي ساذج يفكر في هذا الأمر وهو يعي تماما طبيعة المجتمع السعودي المحافظ والذي يقبل بأشياء كثيرة إلا
دينه وعرضه وماله فهي خط أحمر لايمكن المساس به أبداً ، حتى وإن كان هؤلاء الأثيوبيين قد أستخدموا بطريقة أو أخرى في الحرب
مع الحوثيين في الفترة الماضية ولكن هذا دليل أنهم يريدون المال بأي طريقة كانت سواء بالعمل النظيف أو العمل السيء .
وهنا أناشد الجميع من مواطنين ومسؤولين بأن يكونوا على قدر المسؤولية في الحفاظ على أمن مجتمعنا الذي نتغنى به دائما وأبداً
من خلال تغيير القرارات الغير منطقية من زارة العمل في إستقدام العمالة وكذلك تكثيف العمل بصورة مستديمة من قبل حرس الحدود
والمرور والجوازات وكل المواطنين للحد من توافد هذه العمالة بأي شكل من الأشكال والحد من تهريبهم من قبل بعض شبابنا العاطلين 
والذين يبحثون عن المال أيضا بطريقة سيئة ومضرة للوطن الذي نسعى إلى رفعته وتكامله بين الجميع .
وأخيرا أؤكد أن معظم مشاكلنا نصنعها بأيدينا ومن ثم نرمي التهم جزافا على بعضنا البعض للهروب من المسؤولية ولكن هناك ضمير
حيّ يجب أن يظل حياَ في فؤاد كل مواطن ومسؤول ليبقى الوطن وأمنه أولاً ومن ثم أي شيء آخر ..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق