الاثنين، 6 يناير 2014

مثلث برمودا





/
\

مخرج دخول ..

خمس طائرات بخمس طيارين .. تطير في مهمة تدريبية .. شكلت في السماء مثلث .. كان قائد السرب .. هو رأس المثلث يطير ببراعة .. ولكنه تفاجأ بوجوده في منطقة غريبة سببت تشويش في إتصاله بالقاعدة  الأمريكية في فلوريدا .. حيث كانت آخر رسالة من القائد المعتلف بلحم الخنزير هي : ( نحن في حالة طوارئ يبدو أننا خارج خط السير تماماً .. لا استطيع رؤية الأرض .. لا استطيع تحديد المكان .. اعتقد أننا فُقدنا في الفضاء .. كل شيء غريب ومشوش تماماً .. لا استطيع تحديد أي اتجاه حتى المحيط أمامنا يبدو في وضع غريب لا استطيع تحديده ) .. أنتهى الإرسال .. وأنتهى السرب .. وسميت المنطقة التي فقد فيها السرب .. مثلث برمودا .. نسبة إلى جزر برمودا ..


مما سبق .. يطير بعض الكتاب في فضاء الأنترنت في مواقع بسيطة .. ويفرضون عضلاتهم الكتابية المتواضعة شكلا ومضمونا .. حتى يرون أنهم قادرين على التحليق في فضاءات أكثر خطورة .. فضاءات لايدخلها أحد .. فضاءات تشوش الفكر والعزيمة .. وتحبط الكثير .. وتضعف النظر .. وتصيب داخلها بالهزال الفكري والإسهال الكتابي .. المؤدي غالبا إلى الموت .. ويطير هؤلاء في الفضاءات الخطيرة بعد مرور ستين سنة على فقدان السرب الأمريكي  في تلك الجزر .. ولكن مايميزهم أنهم  يفقدون في  مثلث برمودا العربي .. المثلث الأكثر خطورة على فكر أي مواطن فقير أو غني .. جاهل أو متعلم .. شجاع أو خواف .. صاحب مبادئ أو صاحب محل خردوات فكرية ..!!
مثلث برمودا العربي .. يتكون من ثلاثة أضلاع .. من يقع بينها حتما سيلقى مصيره .. مثلما لقيه الكثير من المواطنين العرب .. والأضلاع الثلاثة هي :

أولا : الوطن .. 
وما أدراك ما الوطن .. هو ذلك الدم الذي يجري في عروق الأوفياء والأوفياء فقط .. هو قطعة الأرض التي صبغها الرجال بالتضحية والفداء والصبر لسنوات سجلها التاريخ بمداد من ذهب ..هو الأطفال .. والشوارع .. والنساء والرجال .. والحب .. والنماء والخير والشرف والحضارة .. هو الحلم الطاهر .. بل هو أجمل الأحلام ..!!

ثانيا : الإرهاب .. 
الذي لم يتفق حتى الآن أحد على تعريفه التعريف الكامل .. فكل دولة وكل حلف وكل منظمة تعرفه كما يحلو لها .. وبما يتفق مع مصالحها ..
وهو بتعريف العقل والمنطق .. كل عمل تخريبي أو سلوك إجرامي  غير قانوني طبعا .. يستهدف مؤسسات الأوطان وأبناؤها .. سواء كان داخليا أو خارجيا .. وهو يستند غالبا على المصالح المادية أو الأفكار المنحلة إجتماعيا ودينيا وسياسيا وإقتصاديا .. وهناك إرهاب دولي .. وإرهاب سياسي .. وإرهاب ثقافي .

ثالثا : الإستعمار
وهو بكل بساطة وقوع أي فرد أو حلف أو قبيلة أو دولة تحت سيطرة طرف أقوى ..يقوم بنهب الخيرات .. وتوظيف وتجيير المتغيرات والظروف لصالحه .. ولمصالحه السياسية أو الإقتصادية أو الفكرية .. بمعنى هيمنة شاملة .. وقد يكون الإستعمار ثقافيا من خلال تصدير الفكر المعلب الموجه نحو أهداف غير مشروعة أنسانيا ..أو يكون إستعمارا إقتصاديا بهدف نهب ثروات الطرف الأضعف .. أو إستعمارا سياسيا لتوطيف الأفراد أو المنظمات أو الدول لخدمة الطرف الأقوى عن طريق السيطرة على القرارات السياسية الصادرة من الطرف الأضعف .


بين أطراف المثلث العربي السابق يقع الكثير من الطيارين ويصبحون دجاجا بلا أجنحة .. 
في المثلث العربي يحاول الكثير البقاء على الساحل ( أحد الأضلاع ) ولكن التهور وعدم مراجعة العقل والمنطق والدين قد تؤدي بالفرد إلى الكارثة .. فيختار المنتصف حتى يشوش تماما ..  ويضرب رجله اليمنى بكفه الأيسر .. حتى يختار الساحل الخطأ الساحل الذي لايوجد به أرصفه .. ولا ميناء فيموت غرقا ..

المثلث العربي .. أفرزه التاريخ .. ونسقته الأحداث الجسام .. ورسمه القدر .. 
المثلث العربي .. ولجته دول .. ولم تخرج .. وولجه أفراد ولم يعودوا .. 
المثلث العربي .. يقع على عاتقنا كسر أضلاعه .. وهذا الكسر لن يتحقق سوى بالعلم واكتساب الخبرات المختلفة  والثقافة الحقيقية .. وليست ثقافة التزييف السخيفة .. التي أفرزت لنا جثث هامدة وأقلام موبؤة .. لاتفرق بين ألف الإرهاب وسين الإستعمار ونون الوطن وياء الحرية ..!!
المثلث العربي .. أفرز الكثير من المغالطات والحسابات التي دخلها الكثير ولن يخرجوا منها إلا بقدرة قادر .. فما بين الجهاد والدفاع عن الدين والأرض والعرض ومابين الإرهاب أنشأ الغرب العلاقة وربطها بنا بديننا وبعقيدتنا التي لن نتنازل عنها ..فأصبحت المقاومة المشروعة عن حياض الوطن الإسلامي إرهابا .. وأصبح من يقول لا  للإحتلال متطرفا .. ولا لسلب الشرف عاهرا .. ولا لنهب الخيرات سارقا .. كل هذا من تشويش المثلث العربي 
الذي هيئته الأقدار وأداره الغرب بكل مهارة عرفها التاريخ .. حتى أصبح الأب يشك في إبنه عندما يذهب لصلاة الفجر .. ويداوم على المسجد .. وأصبح الرجل يخاف من إبداء وجهة نظره في أي موضوع يخص الإحتلال الغربي والإستعمار ..!!

المثلث العربي .. الذي صنعه الغرب وحاك نسيجه الصليب .. جعل منظمة الألوية الحمراء والجيش الجمهوري الأيرلندي ومنظمة ماينهوف الألمانية كأي منظمة إسلامية تدافع عن الدين والأرض والعرض .. فحماس و حزب الله والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أصبحت منظمات إرهابية .. طبعا تم ذلك أثناء الخروقات الفردية التي قامت بها منظمة القاعدة ..
ومنها أحداث 11 أيلول .. 
وبغض النظر عن صواب القاعدة من عدمها لضرب المصالح الأجنبية في الخارج .. فإن ماتقوم به القاعدة من ضرب لمصالح الأجانب في البلاد العربية .. هو هدف خاطئ .. ولا ينتج عنه .. سوى الإضرار بالمقاومة الفعلية للإحتلال .. ووصم المقاومة بالإرهاب .. وبالتالي مساعدة الإحتلال بإقصاء كل مايرتبط بالإسلام .. من أفراد وفكر ومنظمات ..!!

ومايحدث الآن من تشويش وتحطم لفكر الكثيرين ماهو إلا إرتطام بمثلث برمودا العربي .. حيث أصبحت مقاومة المحتل في العراق .. إرهابا .. وأصبح الإرهاب الحقيقي المقدم من اليهود والإمريكيين في العراق وفلسطين مقاومة .. 
وأصبح بعض الأفراد المنحلين فكريا المشوشين بمثلث برمودا العربي يقومون بتفجيرات لمؤسسات بعض الأوطان العربية وأبناؤها ومنها المملكة العربية السعودية .. أصبح هؤلاء الأفراد منحرفين ومتطرفين بفعل الدخول في أعماق هذا المثلث .. واصبحوا يرون أبناء الوطن كفرة .. ويرون قوات الأمن قوات صليبية .. وهذا يعود طبعا للأزمة الفكرية والهزال الفكري الذي قادهم إلى الموت .

ومما سبق .. إنحدر البعض بدون وعي وبفعل الرياح الغربية إلى مستنقع برمودا العربي .. وأصبحوا لايفرقون بين مقاومة الصليب في أرض العراق .. وبين التفجيرات التي تقع في رحم أوطاننا وبيوتنا وبين أطفالنا .. وحسبي في إنحدارهم هو الصدمة النفسية التي أصابت الكثيرين منهم عند تتابع الأحداث والأزمات العربية .. والرؤيا السياسية الضعيفة .. فهم لم يلتزموا بساحل الوطن .. ولكنهم نزلوا بدون رغبة وبدون تخطيط إلى مثلث برمودا العربي .. وأصبح التطرف رسما ووسما لهم .. وهم في هذه الحالة لايشبهون سوى المتطرفين الذين يقومون بالتفجيرات الآثمة في أوطاننا .. كلهم تلقوا التشويش الفكري داخل المثلث العربي .. فأصبح المدافع عن بيته وحريمه من الأمريكان كالمفجر نفسه بين أهله وعشيرته .. وأصبح هؤلاء بوقا غربيا بقدرة قادر .. فهم يسهلون للصليب الدخول إلى أراضيهم .. كما دخل إلى عقولهم ..!!

مثلث برمودا العربي .. مأساة واقعية .. وفصل واحد .. هو الشتاء فقط ..!!
مثلث برمودا العربي .. لم ينج منه سوى من إلتزم بميثاق الله .. وحفظ نفسه وماله من الإنحدار نحو ساحل الإرهاب الحقيقي والتفجير داخل الوطن .. وحفظ نفسه وماله من الترحيب بالإستعمار ..!!
مثلث برمودا العربي .. الداخل له مفقود .. ولا أحد سيخرج منه إلا من رحم الله وبقدرته ..!!
مثلث برمودا العربي .. مثلث يبدأ بالسخرية في المجالس .. وينتهي بصاحبه إلى حمل رشاش داخل وطنه .. أو ينتهي به لتقديم أخته ثمنا لحياته في ظل الإستعمار ..!!



مدخل خروج ..

" ليس من المنطق في شيء أن تتباهى بالحرية وأنت مكبل بقيود المنطق " 
....... ميخائيل نعمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق