الاثنين، 6 يناير 2014

سوريا ومثلث برمودا ..!






في السنتين الأخيرة تتسارع الأحداث في الشرق الأوسط وتتغير الموازين ويكبر بعضها ويخفت بعضها ويعود للظهور بطريقة أخرى ، ونحن نتلمس هذه المتغيرات ونحاول بشتى الطرق أن نكون على مانحن عليه من أمن وأمان تنعم به المملكة العربية السعودية منذ عقود .

ولكن عندما ننظر لما يجري في سوريا وكيفية تعاطي إعلامنا معه سنجد أننا لازلنا نعالج الدهشة بدهشة أخرى في ظل كتّاب رأي وجدواالفرصة مهيأة لتفسير رؤيتهم السياسية للأحداث الإقليمية بحسب ماتجري عليه مصالحهم الآنية والتي لاتتعدى أرنبة أنوفهم .

وبنظرة بسيطة عميقة لما حدث في العراق وماحدث في جنوب المملكة ومايحدث الآن في سوريا ولبنان نجد أننا أمام مثلث غير متوازن القوى أضلاعه الثلاثة هي "السنة" و"الشيعة وحلفاؤهم المجوس" و"الليبراليين" الذين يعيشون معنا ، هذا المثلث لايمثل فيه المواطن البسيط إلا ضلع وحيد وضلعيه الآخرين تعمل بشكل جاد لكسره واستبداله بضلع آخر يتوافق مع مايصبو إليه الشيعة والليبراليون الفارغون من هموم الأمة .

نحن الآن وبهذا المثلث الذي يشبه لمثلث برمودا الذي اختلف حوله الكثير ، هاهو يظهر أمامنا بشكل آخر وكأنه يقول أناجئت لكم بلا دعوةوجئت لأقول أنكم في خطر حقيقي يهدد أمنكم ويهدد استقراركم وأحلامكم فالخطر الشيعي يحيط بجزيرة العرب من كل مكان وهو في إزدياد أكبر وأكبر دليل هي لهجة الخطاب الذي بدأوا يمارسونه قادتهم بشكل علني وبجح أيضاً ، ولاننسى أن هناك بعض القيادات الجديدة في مصر تتحالف ضمنا وشكلا مع إيران وبعض هذه القيادات تملك التأثير بشكل أو بآخر على الرئيس المصري محمد مرسي الذي أتت به الظروف لسدة القرار وهو بين الكثير من التحديات ، وأكثر ما أخشاه أن يتسرع كعادته في تقديم خطوة أو أخرى في مستقبل الأيام تبعا لحزب الحرية والعدالة الذي يتبع له .

كل ماسبق يؤكد أن وجودنا أصلا على هذه الأرض بات غير محبب وغير مستساغ للمد الصفوي الأخواني الشيعي وأصبحنا في مأزق
حقيقي تزيد ضراوته عندما نجد من أبناء جلدتنا بعض الليبراليين الذين وجدوا الفرصة مواتية لمهاجمة العلماء في كل يوم مما يزيد فيهوة المسافة والتساؤلات بين أبناء وطننا فيما هو صائب وماهو خاطيء ، وللأسف فإن هؤلاء الفتية المؤمنين بسيادية العقل فقط لا يعلمون أنهم الحطب الأجمل لنار المجوس ولكنهم في غيّهم يعمهون .

وبين يوم وآخر وبين حدث وآخر تزداد ثقتي بالله ومن ثم بقيادتنا الحكيمة التي شعرت منذ وقت مبكر بحجم الخطر القادم ووضعت له كل الاحتياطات اللازمة ، ويتضح ذلك بجلاء من التحركات السياسية التي بدأت منذ فترة طويلة لدرء الخطر ومكامنه وتحجيمه بالشكل الذي يضمن لنا ولديننا ولوطننا استمرار يليق بطموحاتنا المستقبلية .

وهنا لا أفوت التذكير لكل أبناء وطني الأعزاء بأن جميع مايصدر من بعض العقول الليبرالية المتكسرة يجب ألا يأخذ اهتمامنا ومايجب أن نكون له تابعين هو ديننا وسنة نبينا وحكومتنا الرشيدة بقيادة والدنا عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ، ولا ضير من قراءة مايقدمه البعض لمعرفة مدى السخف الذي وصلوا إليه ، فنحن بأبسط المقومات نعي ونفهم مايسعون إليه بكل هدوء ، والفوضى التي يزرعونها ماهي إلا نتاج لفوضاهم الداخلية وذواتهم المريضة والتي تحتاج إلى الإعتدال في كل شيء ، فنحن أمة خلقت لترفع لواء محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ، وسنظل كذلك حتى تنتهي أنفاسنا ونفنى من هذه الحياة الصغيرة بترهلاتها وفوضاها وتفاصيلها المقيتة .

أما المثلث برمودا السابق ذكره فأضلاعه ستكسر ويكسر معها المتعثرون بنا ، فالصخر لاتكسره ذرات من الرمل ولكنها تخدشه فقط ، وستأتي الأيام بما أراه بإذن الله ، وستكون راية لا إله إلا الله محمد رسول الله هي السائدة مادامت حلوقنا تلهج بذكر الله وأمانينا تتفيأ الثقة بالله وترسم طريقها بالعلم والعمل ، وما يحفل به الواقع القريب سيكون شاهدا لنا لا علينا فهذه الأرض الطيبة تحمل الكثير من الجبال المؤمنة والكثير من القوة ومن الشجاعة ، وما يتوقعه الأعداء أقل بكثير مما تحمله القلوب .



وأخيراً ..

يارماد الأرض ..
يا أشباه فوضى ..
ما بأيديكم هراء ..
لم يعد للباب قفلٌ ..
نحن أولى بالسماء ..
نحن أولى بالجنان وبالجمال ..
نحن أكبر من مآسي ..
نحن أكبر من مساء ..
راية للحق عشنا ..
لايخالطها البغاء ..
ترتفع دوما ..
ودوما :
 نحن أعناق اللواء ...!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق