الاثنين، 6 يناير 2014

اللهجات وحقيقة الذات ..!






نحن نعيش في مجتمع يحمل من إرث الكلمات العربية الكثير وهناك الكثير من اللهجات التي يتفرد بها مجتمعنا وذلك بحجم المساحة الشاسعة للمملكة وتعدد القبائل واختلاف الموروث الفكري واللغوي لكل منطقة وكل قبيلة ، تلك الإختلافات تذوب في المدن الكبيرة وتتعاظم في القرى والمدن الصغيرة وذلك بحجم الإحتكاك والتعامل مع الآخرين .

وفي مجتمعنا الواسع نجد الكثير ممن يسقطون في كل موقف بجمل وكلمات واستهزاء يسقطهم في الخطأ وتجعلهم في موقف الدفاع بعد أن كانوا في موقف الكرامة التي ارتضاها الله للناس وذلك لأنهمجعلوا أهوائهم تتصرف بدلا عنهم واستهزأوا بغيرهم بوقاحة وضعف ضمير وقلة حكمة أفقتدهم قيمتهم أمام الآخرين .

التعايش مع الآخرين هو سمة الخلق وقال تعالى : ( ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أنسابكم هذه ليست بمسبة على أحد ، كلكم بنو آدم طف الصاع لم يملأه ، ليس لأحد على أحد فضل إلا بدين وتقوى ، وكفى بالرجل أن يكون بذيا بخيلا فاحشا " . 

من هذه الأدلة نجد أن لهجاتنا لاتعيبنا ومعظمها ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ولكن العيب في إستحقار الناس والتقليل من كرامتهم بحجة لهجاتهم التي ورثوها من أصولهم ومناطقهم التي يعيشون بها ، وأما عملية الحفاظ على اللهجة فهي مستمرة في المناطق والقبائل ولاخلاف عليها ، بل الخلاف على من يحتقر إنسان بسبب لهجته وهو قد لايعلم أن أصول ذلك الإنسان قد تكون أعمق وأجل وأكرم من أصوله هو ، وهذا التصرف قد يعود بنا للوراء دائما ولايقوم به إلا من كان جهله أكبر منه ونقص ذاته كبير فهو يحاول أن يلملم شتات فكره ونقصه بالإستهزاء من الآخرين .

نحن خلقنا من تراب والتراب لازال يحمل وجوه أحببناها غادرتنا يوما ، وسنغادر أيضا كما غادروا هذه الحياة ومن المعيب جدا أن نستحقر الآخرين أو نستهزيء بهم ونحن سنحاسب على كل شيء ونعود لمقبرة لاتتجاوز مترين لتدفن أعمالنا معنا وتعرض علينا في يوم العرض والحساب .

كم أتمنى أن يكون وطننا أرقى ولن يكون كذلك وهناك من يبعث على السخرية من الآخرين ومن لهجاتهم بعنصرية مقيتة لاتمت للدين أو للأخلاق بصلة ولكنني لازلت أطمح بأن القادم أجمل بإذن الله وسنكون أرقى وأرقى إن حافظنا على موروثنا الشعبي لكل منطقة وحافظنا على احترام خصوصيات الآخرين وموروثاتهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق