الاثنين، 6 يناير 2014

وارفعِ الإنسان أكثر ياموطني




أمنياتي كثيرة جداً بعضها أكلته الريح وبعضها يأكلني قبل أن يتنفس ، ولكن من أجمل أمنياتي التي لم تتحق أن أقوم بتغيير
النشيد الوطني للمملكة العربية السعودية الذي عرفناه منذ عمر وهو :
سارِعي للمَجْدِ والعَلْياء مَجّدي لخالقِ السّماء
وارفعي الخَفّاقَ الأخضَرْ يَحْمِلُ النُّورَ الـمُسَطَّرْ
رَدّدي اللهُ أكْبَر          يا مَوطِني
موطني عَشْتَ فَخْرَ المسلمين      عاشَ الملِكْ: للعلمْ والوطنْ

تمنيت أن يكون : وارفع الإنسان أكثر يحمل النور المسطر .. إلى آخر النشيد .
وهذه الأمنية المتواضعة لم تكن لتدور برأسي إلا بعد أن شاهدت مخرجات تعليمنا المصون في كل القطاعات والوزارات المختلفة ،
فما نشاهدة من قصور كامل عن مسايرة الركب الحضاري للدول المتقدمة هو نتيجة أساسية لعدم الإيمان بمفهوم الإستثمار البشري
في التعليم ، فكل المدخلات الكبيرة من مادية إلى بشرية كبيرة جداً في قطاع التعليم ولكن المخرجات أقل بكثير من المستوى المطلوب
للحاق بركب التقدم فنحن حتى الآن نسيج مختلف لانشبه العالم المتقدم الأول ولا العالم الثاني المتسارع للمقدمة ولا العالم الثالث الفقير
اقتصاديا وفكريا ، نحن نقع تحت بند جديد ولايحتمل إلا دولة وحيدة وهي السعودية وهذا البند يقع تحت تصنيف الدول المتأرجحة 
التي تعيش كيفما اتفق أحيانا وكيفما تريد أحيانا أخرى .
حكومتنا وقادتنا سياسيا يقودون الكثير من دول العالم المتحضر بكل حنكة وسياسة رائعة ويحاولون بشتى الطرق أن يكون لدولتنا 
السبق والريادة في كل المجالات ولكن من خذل الوطن ..؟؟
هذا السؤال الذي تكمن إحابته في الكثير من المفارقات العجيبة والتي نشاهدها كل يوم مابين أخبار وحيثيات تنمّ عن إهمال واضح
للكثير من المسؤولين في أداء مهامهم المطلوبة ، وهنا يعود السؤال أدراجه ليقبع في صدري وحيداً لايشبه إلا رمح اليأس الذي يتطفل
على قلبي كل مساء وأناجيه بإننا حتى الآن بين مطرقة التغيير وسندان الواقع المحبط نقف مكتوفي الأيدي ..!!
فما نراه من أزمة دين وأزمة سكن وأزمة صحة وأزمة طرق وأزمة تعليم وأزمة حضارة شاملة يجعلنا نعيش حرب الفوضى المتكاملة التي
لم ينج منها أحد ، فما بين السني والشيعي والجامي والليبرالي والسلفي والظاهري و ... و ... وما بين حرية الرأي المسؤولة ومابين النقد 
لإهداف غير سوية وأحيانا النقد لمجرد النقد بلا أي هدف بين وبين حقوق المرأة التي ينادي بها البعض والرجل لم يأخذ حقوقه قبلها.. 
بين هذا كله وجدنا أنفسنا على رصيف الوطن نرى من يغلب من ؟ ؟
وننتظر اليوم الذي نشكل فيه وحدة وطنية متكاملة بكل العقول وبكل الإختلافات الفكرية لننجو بوطننا الغالي الحبيب من مقصلة التشتت
والفرقة والإنقسام ، لن ندعو منظمة حقوق الإنسان لتعبر الطريق وتشاهد ماتشاهد ولكن لندعو أنفسنا أولا ونرفع من قدر الإنسانية برفع
الإنسان قبل كل شيء وبإرتفاعه حتما سيعلو الوطن تدريجيا (بالإيمان بالله والعلم والثقة ) التي تشكل الرافد الرئيس لكل حضارة ممكنة .

في أمنياتي الكثير والكثير وأريد أن أقول الكثير والكثير ولكنني أتمنى أن تتحقق أمنيتي بإن نصل يوم ما لدول العالم الأول بكل جدارة 
واستحقاق وهذا لن يكون ونحن نقبع تحت ظل الصوت والكلام بلا عمل مقنع وبلا أجندة استراتيجية بعيدة المدى ترفع من مستوى التعليم 
لدينا بإستثمار طاقات البشر في التعليم الذي من تحت طائلته يخرج الكثير للتفكير والتخطيط والعمل في وطني .

ولن أنسى بالمناسبة فالنشيد الوطني يحتاج فعلا لإعادة صياغة فالضمير وتوجيهه من مؤنث إلى مذكر أمر غريب لم أجد له تفسيرا لغويا 
حتى الآن ، وأتمنى أن أجد من يفسر لي إختلاف الضمير في نشيد وطننا الحبيب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق