الاثنين، 6 يناير 2014

شبابنا وفوضوية الهدف ..!








قبل أن نبدأ في تحديد نسبة مساهمة الإعلام السعودي في حل مشكلات الشباب العديدة ، يجب أن نعيّ جيدا أن معظم مشكلات الشباب تكمن في مشكلة واحدة ، ألا وهي التأقلم مع الواقع ومحاولة تحديث واستغلال أمثل فكري وعملي للمعطيات المتوفرة لتتم السيطرة على جميع المشاكل الأخرى .
ومن هنا فإن صناعة الإنسان الشاب الطموح المهيأ للتعامل مع أطراف الواقع المعاش ، هي من أهم وأخطر المشاكل التي تعيق تقدم المجتمع وبناء حضارته ، فاستثمار الشباب هو ديدن الحال ، وليس بمحال .
فالتركيز على بناء الشباب ، وخطط هذا البناء ، وكيفية هذا البناء ، هي حجر الأساس في تقليص تلك المشاكل التي تعترض الشباب حاليا .
وما أرمي إليه أن هذا الجيل من الشباب قد سقط في فخ المشاكل ، ولم يكن مهيأ لحلولها ، ولهذا يجدر بنا أن نؤسس أجيالا قادمة تكون أكثر قدرة في معايشة الواقع والتأقلم معه .
وهذا لن يتم إلا باستثمار التعليم بكيفية ناجعة ودراسات علمية ، لنضع أولى لبنات البناء لاستشراف غد أفضل .

فعند إلقاء نظرة بسيطة للكفاية الداخلية للتعليم ، نجد أن العائد أقل من المدخلات المادية والبشرية ، فما نحصل عليه بكل بساطة هو طالب متخرج من الثانوية العامة  أجاد حفظ المناهج الدراسية  بتقدير ممتاز ، ولكنه لا يجيد أساليب التفكير الجاد  والتعامل مع مختلف الظروف المحيطة ، والواقع الذي يراه .

وهنا تكمن أهم المشكلات التي تواجه جميع القائمين على هذا الوطن ، ويقع من ضمنهم الإعلام الذي أتمنى أن يكون عينا صادقة لما يدور داخل أسوار هذا المجتمع  فالإعلام بشقيه المقروء والمرئي يقدم بعض المحاولات الجادة لحل مشكلات الشباب ، فبين أطباق المعرفة المستهلكة والمكررة ، نجد البعض يحاول أن يلتمس مواضع الخلل بجدية ، ويحاول أن يجد  ويجدد أساليب ضخ الثقافة الحقيقية في عقول الشباب مضمونا وليس شكلا .
ففي الصحف وبين أعمدة ومواضيع  هلامية نجد انتقادات مكررة ، وحلول لا تمت للواقع بصلة ، وفي أعمدة ومواضيع أخرى نجد حلول جيدة تحتاج للدعم والتنفيذ والمتابعة .
وكذلك في التلفزيون السعودي بقنواته القديمة والمستحدثة نجد أن هناك محاولات ببرامج جديدة رياضية وثقافية منوعة تهم الشباب ، ولكن معظمها تصب في قالب الاعتيادية المقيتة التي مافتئت تنشر الملل إلى أفئدة الشباب .
ومن هنا .. ينصب أمامنا سؤال مهم جدا .. ألا وهو ماهية الثقافة المطلوبة ؟
فعند النظر إلى معاقل الفكر في هذا الوطن نجد أن هناك تيارات مختلفة عن بعضها ، تقترب في اتجاهات معينة وتبتعد في اتجاهات أخرى ، وبين هذه وتلك تأتي المسئولية على عاتق صناع القرار في وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة والإعلام ، في كيفية نشر أدب الاختلاف حول أمور لاتهمنا بقدر مايهمنا الثبات على العقيدة ، فالصراع والاختلاف هو بذرة التغيير الناجح ، الذي نحتاج إليه . ولهذا فإن إدارة هذا الاختلاف يجب أن تتم في إطار العلن ، وأن تكون واضحة للجميع ، حتى يمكن للجميع المشاركة وتقبل التغيير .
بمعنى أن تأسيس أدب الاختلاف في حقول التعليم المختلفة يجب أن يصاحبه نظرة إعلامية هادفة يمكن من خلالها فرز الحلول والاختيارات أمام الجميع ، حتى يكون هناك توازي في خطوط السير نحو حضارة فعلية مكتملة كيفا وكما .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق